ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


مصري

ممدوح الصغير يكتب: قصص الكفاح الناجحة

ممدوح الصغير

الجمعة، 29 مارس 2024 - 10:17 م

في دفتر حكايات كل منا قصص شخصيات حفرت لنفسها مكانًا مميزًا فى قلوبنا بأعمالها الجميلة أو بقصة كفاحها وتميزها فى الحياة..

خلال مشواري في دروب الحياة عبر ستة عقود، صادفت شخصيات تميزت وتفوقت على نفسها من أجل تحقيق حلمها، كافحت قهرت كل الظروف حتى يتحقق الحلم الذى رُسم على ورقة مصغّرة، بعضهم كانوا أصدقاء دراسة وزملاء شقة واحدة، خلال سنوات الدراسة الجامعية..

ويحضرنى أن أروى قصة صديقى وزميل الدراسة وائل زكريا الأمير، عضو مجلس الشيوخ، الذى كان  دخوله شارع السياسة مغامرةً، بعد أن فرضت عليه الظروف دخول أول انتخابات برلمانية وهو فى أولى سنوات عقده الرابع.

لقد كان منافسه فى الانتخابات لم يعرف طعم الهزيمة من قبل، تعوَّد على طعم الفوز، هو نائب الدائرة الذي له كل الدعم من جميع المسئولين، يُضاف إلى ذلك خبرته الكبيرة فى قراءة لعبة العملية الانتخابية..

عندما قرَّر صديقى المنافسة ضده، كان المحبون له يخشون عليه من المواجهة الصعبة مع نائب مخضرم كهذا، ولكن صديقى كان بداخله ثقة كبيرة بنفسه، وأنه سيفوز وأن الله سيُكلل جهده بفرحة الفوز..

قبل أن ياخذ القرار النهائى للترشح والمغامرة طلب من والدته الدعاء له، فقد كان دخوله المعترك الانتخابى استكمالًا لمسيرة والده الراحل الذى انتحب نائبًا  بمجلس الشعب لأربعة دورات متتالية، وقد جاء الدور عليه لتكرار إنجاز والده..

استطاع صديقى قراءة خارطة الملعب الانتخابي، سنه الصغيرة تحولت إلى نقطة فى صالحه بعد التفاف فئة الشباب حوله، فهو من فهم مشاكلهم ومطالبهم، لأنه تكلم معهم بلغة مفهومة لهم، فباتوا الأقرب إليه والأقرب إليهم، بل صارت له شعبية كبيرة بين أوساط  الشباب، الذين تحوَّلوا لحملات انتخابية متنقلة تدعو له، وتمت انتخابات عام 2000 وكان الفوز لصالحه برقم كبير علي منافس له رصيد فى الحياة النيابية..

فى انتخابات 2005 خسر بفارق بسيط عن منافسه، لكنه لم يعرف اليأس وانتظر انتخابات   2010 التى فاز بها بعد صراع ساخن، لكنه البرلمان الذى لم يستمر طويلًا، حيث تم حله بعد ثورة  25 يناير.

خلال سنوات ما بعد الثورة حتى قيام ثورة 30 يونيو لم يُغيِّره آراءه، فقد كان فخورًا بأنه كان مُمثلًا للحزب الوطنى فى أكثر من دورة، حيث ثبت على موقفه، ولشعبيته الجارفة تم اختياره فى القائمة الموحَّدة فى انتخابات الشورى، ورغم وجوده بالقائمة الموحَّدة التي تضمن له الكرسى بامتياز، إلا أنه صال وجال القرى ليلتقى الناخبين الذين يحبهم ويحبونه..

أسافر كثيرًا للجنوب، أسمع وألتقى مع المئات من أبناء دائرته، وأعرف منهم ما يفعله معهم وسرعة إنجازه ما يطلبون، فهو يخدم الجميع، الغريب قبل القريب..

الشخصية الثانية التى سعدت بنجاحها، فكانت للخلوق صلاح هاشم، وهو شاب جامعى ترك الوظيفة الحكومية ليُحقق حلمه بأن يكون  صاحب مشروع يُوفِّر عشرات فرص العمل للشباب، إذ بدأ من أسفل، أى قل من الصفر، ولأنه عصامى بمعنى الكلمة الحقيقى، لم يكن يملك   سوى حلم يدور داخل عقله، كان واثقًا أن الله  سوف يقف معه، وتحقق حلمه وبمرور 10 سنوات صار اسمًا مميزًا فى تربية الدواجن، عمل تحت عباءة الدولة، وسار على الطريق الشرعى، فكانت خطواته مباركة حتى من الدولة ذاتها.

شاب لا يخجل من أن يروى قصة كفاحه للشباب الذى يُشبهه، ويفتخر بأنه بدأ من الصفر، ويعلم أن الإنسان الذكى عليه أن يتسلح بالعلم، وبعد سنوات من العمل الشاق، نجح مشروعه فى توفير فرص  عمل للمئات، وكل نهاية  عام تجد أقدام موظفيه من الصباح الباكر في مصلحة الضرائب لسداد ما عليه للدولة من التزامات مالية..

قصص الناجحين مطلوب منا أن نُكثر من روايتها لمن حولنا، حتى نُصدِّر الحماس للشباب، من أجل تقليدهم والسير على خطاهم، فالفائز الأول هى مصر.. حفظ الله المحروسة وأكثر من رجالها الناجحين المخلصين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة